الصياد وكيس الحجارة
في أحد الأيام و قبل شروق الشمس.. وصل صياد إلى النهر، وبينما كان على الضفة تعثر بشئ ما وجده على ضفة النهر.. كان عبارة عن كيس مملوء بالحجارة الصغيرة، فحمل الكيس ووضع شبكته جانبا، و جلس ينتظر شروق الشمس
كان ينتظر الفجر ليبدأعمله.. حمل الكيس بكسل و أخذ منه حجراً و رماه في النهر، و هكذا أخذ يرمى الأحجار.. حجراً بعد الآخر.. أحبّ صوت اصطدام الحجارة بالماء، ولهذا استمر بإلقاء الحجارة فيالماء حجر.. اثنان.. ثلاثة.. وهكذا
سطعت الشمس.. أنارت المكان.. كان الصياد قد رمى كلّ الحجارة ماعدا حجراً واحداً بقي في كف يده، وحين أمعن النظرفيما يحمله.. لم يصدق ما رأت عيناه
لقد.. لقد كان يحمل ماساً !! نعم
يا إلهي.. لقد رمى كيساً كاملاً من الماس في النهر، ولم يبق سوى قطعة واحدة في يده؛ فأخذ يبكي.. لقد تعثّرت قدماه بثروة كبيرة كانتستقلب حياته رأساً على عقب.. و لكنّه وسط الظّلام رماها كلها دون أدنىانتباه
*******
ألا ترون
إنّه ما يزال يملك ماسة واحدةفي يده.. كان النّور قد سطع قبل أن يرميها هي أيضاً.. وهذا لا يكون إلا للمحظوظينوهم الّذين لا بدّ للشّمس أن تشرق في حياتهم ولو بعد حين.. وغيرهم من التعسين قد لايأتي الصباح و النور إلى حياتهم أبداً.. يرمون كلّ ماسات الحياة ظناً منهم أنهامجرد حجارة
*******
الحياة كنز عظيم و دفين.. لكننا لا نفعلشيئا سوى إضاعتها أو خسارتها، حتى قبل أن نعرف ما هي الحياة.. سخرنا منها واستخفالكثيرون منا بها، وهكذا تضيع حياتنا سدى إذا لم نعرف و نختبر ما هو مختبئ فيها منأسرار وجمال وغنًى
ليس مهما مقدار الكنز الضائع.. فلو بقيتلحظة واحدة فقط من الحياة؛ فإنّ شيئا ما يمكن أن يحدث.. شيء ما سيبقى خالداَ.. شيءما يمكن انجازه.. ففي البحث عن الحياة لا يكون الوقت متأخراً أبداً.. وبذلك لا يكونهناك شعور لأحد باليأس؛ لكن بسبب جهلنا، وبسبب الظلام الذي نعيش فيه افترضنا أنالحياة ليست سوى مجموعة من الحجارة، والذين توقفوا عند فرضية كهذه قبلوا بالهزيمةقبل أن يبذلوا أي جهد في التفكير والبحثوالتأمل
*******
الحياة ليست كومة من الطين والحجارة، بلهناك ما هو مخفي بينها، وإذا كنت تتمتع بالنظر جيدا؛ فإنك سترى نور الحياة الماسيّيشرق لك لينير حياتك بأملجديد