نتهت اعمال البحث عن ناجين في هايتي حيث بلغت حصيلة الزلزال المدمر الذي وقع في 12 كانون الثاني 111 الفا و499 قتيلا، بينما بدأ توزيع المؤن يخفف من آلام الاهالي وتسارعت فيه وتيرة مساعدة المصابين.
واعلن مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة ان «الحكومة اعلنت انتهاء مرحلة البحث والانقاذ»، مشيرا الى ان هذه العمليات انتهت من يوم الجمعة وان فرق الانقاذ الدولية انتشلت 132 ناجيا منذ وقوع الزلزال.
وارتفعت حصيلة الزلزال الرسمية بشكل سريع الجمعة لتشير الى مقتل 111 الفا و499 شخصا وجرح 190 الفا.
وكانت الحصيلة السابقة التي اعلنتها السلطات الهايتية اشارت الى مقتل 75 الف شخص واصابة 250 الفا آخرين بجروح.
وانتشل شاب في ال22 من العمر على قيد الحياة من تحت انقاض مبنى مؤلف من ثلاثة طوابق قرب القصر الرئاسي في بور او برنس الجمعة، كما اعلن فريق المسعفين التابع للجيش الاسرائيلي مشيرا الى ان وضعه الصحي مستقر.
ويأتي انقاذ هذا الشاب بعيد ساعات من انقاذ عجوز في الرابعة والثمانين من العمر من تحت الانقاض في بور او برنس. وقد نقلت الى باخرة مستشفى تابعة للجيش الاميركي حيث يحاول الاطباء انقاذ حياتها.
وقالت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في جنيف اليزابيث بيرز ان «الحكومة الهايتية اتخذت قرارها (بانهاء اعمال البحث عن ناجين) بعد استشارة خبراء، انها هي من يقرر».
وستركز العمليات الانسانية الان على مساعدة المشردين في حين تم تسريع وتيرة توزيع الاغذية والمياه والادوية وتأمين الملجأ لمئات الاف الناجين في بور او برنس وفي مدينتي جاكميل وليوغان. وقد عاد مرفأ العاصمة الى العمل جزئيا على غرار 30% من المرافق.
وقالت مديرة برنامج الاغذية العالمي جوزيت شيران في بيان ان المساعدات الغذائية بدأت «بعد 24 ساعة على وقوع الزلزال» وتزداد «يوما بعد يوم (...) مع توزيع مليوني وجبة طعام الجمعة، بارتفاع ملحوظ عن يوم الخميس الذي جرى فيه توزيع 2ر1 مليون حصة غذائية».
واضافت «انها العملية الاشد تعقيدا بين العمليات» التي قام بها برنامج الاغذية العالمي، وقالت ان «البنى التحتية التي تستخدم في التوزيع (توزيع المساعدات) دمرت وكان علينا اطلاق حملة من لا شيء تقريبا».
وتابعت «لا تكفي الكلمات لوصف الدمار في هايتي جراء الزلزال الذي وقع في 12 كانون الثاني.بعض المناطق في بور او برنس في حالة اسوأ بكثير من بعض مناطق الحرب».
ووزع جنود برازيليون تابعون للامم المتحدة الجمعة 10 أطنان من الحصص الغذائية، و22 الف ليتر من المياه لنحو 10 الاف مشرد يعيشون تحت الخيم في ظروف صحية سيئة.
وقد نفد الطعام في ساعتين ونفد الماء في اربع ساعات.
وقرر الكثير من الهايتيين النزوح من المناطق التي ضربها الزلزال.
واستفاد اكثر من 130 الف شخص من العرض الذي قدمته الحكومة بنقلهم مجانا، غير ان «العدد الاجمالي للذين يرحلون بوسائلهم الخاصة ما زال غير محدد» كما اعلنت الامم المتحدة.
ولاحظت المنظمات الانسانية في وسط البلاد وغربها وصول عدد من هؤلاء النازحين من بينهم مصابون.
وبحسب منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة (فاو) فان عدد النازحين قد يبلغ مليون شخص، ما يشكل عبئا اضافيا على المناطق الريفية الفقيرة.
وقال رونالد فريت (25 عاما) «ليس هناك ما اقوم به حيث انوي الذهاب، لكن على الاقل يمكن ان اجد طعاما، ففي العاصمة لم يعد هناك شيء».
وتعقد «البلدان الصديقة» لهايتي وبينها الولايات المتحدة وفرنسا والبرازيل غدا في مونتريال اجتماع طارئا لتنسيق المساعدة وللتحضير لمؤتمر حول اعادة اعمار البلاد في آذار.