أى خبراء ان رفع حال الانذار من مخاطر وقوع عملية ارهابية في بريطانيا درجة يهدف الى حض المواطنين على المزيد من الحيطة والتيقظ مع اقتراب موعد عقد اجتماعين دوليين حول اليمن وافغانستان في لندن، وذلك في وقت سجل مؤخرا «ارتفاع في مؤشر الارهاب».
واعلن وزير الداخلية البريطاني آلان جونسون مساء الجمعة رفع مستوى الانذار من وقوع عمليات ارهابية من «كبير» الى «خطر»، ما يعني انه من «المرجح جدا» وقوع عملية ارهابية.
غير انه سارع الى التشديد على انه ليس هناك «اي معلومات تشير الى اعتداء داهم».
ودرجة «خطر» هي الدرجة الرابعة على سلم تصاعدي من خمس درجات تأهب اعلن عنه في 2006 بعد عام على اعتداءات 7 تموز 2005 على وسائل النقل المشترك في لندن والتي اسفرت عن 56 قتيلا بينهم الانتحاريون الاربعة واكثر من 600 جريح. وكان الانذار خفض درجة في تموز 2009.
ونفى الوزير وجود اي رابط بين هذا الاجراء ومحاولة تفجير طائرة اميركية اثناء رحلة بين امستردام وديترويت في عيد الميلاد، ولا مع المخاوف بشأن مخاطر وقوع اعتداءات ينفذها مسلحون متمركزون في اليمن.
غير ان مسؤولا اميركيا طلب عدم كشف اسمه اكد على ان القرار البريطاني كان فعلا نتيجة هذين العاملين وقال «هذا ما يشير اليه».
وقال بيتر نيومان الخبير في مسائل الارهاب «انه اجراء احترازي مرتبط بكل ما حصل في الاسابيع الخمسة او الستة الاخيرة، بدءا بديترويت والوعي الى الوضع في اليمن، الخ.
كما انه مرتبط بانعقاد مؤتمرين مهمين الاسبوع الحالي في لندن».
وتابع متحدثا لشبكة سكاي نيوز «كل هذا رسم صورة دفعت اجهزة الاستخبارات الى ترجمة ارتفاع مؤشر الارهاب على صعيد مستوى (الانذار)».
من جهة اخرى قال مايك غرانات المسؤول الامني السابق في الحكومة البريطانية متحدثا لاذاعة البي بي سي الرابعة «يجب الا ننسى ان ملايين العيون هي سلاح فائق الفاعلية في مكافحة الارهاب».
وهو ايضا رأي أليكس كارلايل مستشار الحكومة البريطانية في مسائل تشريعات مكافحة الارهاب وقد اوضح للبي بي سي «ان الرسالة التي يبعثها تغيير مستوى (الانذار) لا تعني ان علينا ان نخاف اكثر بل ان نتيقظ اكثر من قبل».
واشارت وزارة الداخلية الاميركية الى ان مستوى الانذار في بريطانيا بات مماثلا للمستوى في الولايات المتحدة بعد محاولة تفجير الطائرة في 25 كانون الاول.
ووجهت التهمة في الولايات المتحدة الى النيجيري عمر فاروق عبد المطلب (23 عاما) بمحاولة تفجير طائرة ركاب بواسطة متفجرات اخفاها في ملابسه الداخلية ويعتقد انه تلقى تدريبا في معسكر للقاعدة في اليمن بعدما قضى سنوات من الدراسة في لندن.
ويظهر اليمن حاليا كمصدر للمخاطر الارهابية ومن المقرر ان تجتمع عشرون دولة الاربعاء في لندن لتاكيد دعمها لصنعاء في جهودها للتصدي لتنظيم القاعدة.
وكان رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون اعلن الاربعاء تعليق الرحلات الجوية المباشرة بين بلاده واليمن، كما اعلن لاول مرة عن وضع «لائحة سوداء» باسماء المسافرين غير المرغوب فيهم على متن الطائرات.
ومن المقرر عقد مؤتمر دولي غداة الاجتماع حول اليمن، سيجمع «اكثر من ستين بلدا» وكل الاطراف المشاركة في الحرب في افغانستان باستثناء حركة طالبان.
وفي هذا السياق عززت الهند الجمعة الاجراءات الامنية في مطاراتها خشية وقوع عمليات خطف طائرات تنفذها مجموعات مقربة من القاعدة، في قرار اتخذ اثر تلقي «تحذير من اجهزة استخبارات غربية».