السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال .(عزوجل)في قصة الملك الصالح ذي القرنين(ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92)حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93)قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94)قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95)آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96)فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97)
اولا:من ذو القرنين
هو ملك مؤمن صالح ولم يكن نبيا على القول الراجح من اقول اهل العلم,سمي بذي القرنين لانه قد بلغ المشارق والمغارب من حيث يطلع قرن الشيطان ويغرب,وهوغير الاسكندر المقدوني,فإن الاسكندر كان كافرآ وزمنه متأخر عن ذي القرنين,وبينهما اكثرمن الفي سنة,والله اعلم
وقد ذكر الله عزوجل قصته في سورة الكهف,وانه طاف الارض.وسنقف هنا مع الآيات المتعلقه بقصته مع يأجوج مأجوج.
{ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا }أي:سلك طريقاثالثا بين الشرق والمغرب,يوصله جهة الشمال حيث الجبال الشاهقة
{حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ }اي:حتى إذا وصل بجنوده الى منطقه بين جبلين عظمين بمنقطع ارض الترك ممايلي ارمينية واذربيجان.
والسدان:هما جبلان ,بينهما ثغرة يخرج منها يأجوج ومأجوج على بلاد الترك,فيعيثون فيها ويهلكون الحرث والنسل.
فعندما رأى الترك في ذي القرنين قوة,وتوسموا فيه القدرة والصلاح عرضوا عليه ان يقيم لهم سدا في وجه يأجوج ومأجوج الذين يهاجمونهم من ذلك الممر,وذالك مقابل مال يجمعونه ويعطونه له جزاء عمله
لكن ذا القرنين الملك الصالح تطوع بإقامة السد بدون مال, رجاء الثواب عند الله عزوجل,وراى ان ايذر طريقة لاقامته هي ردم الممر بين الجبلين, فطلب الى اولئك القوم, ان يعينوه{فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا ْ}
فصف قطع الحديد بين جانبي الجبلين ثم قال لهم{انفُخُوا} اي:انفخوا بالمنافيخ عليه.{حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا }اي:جعل ذلك الحديد المتراكم كالنار بشدة الاحماء.{قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا }اي:اعطوني اصب عليه النحاس المذاب,فالتصق بعضه ببعض,وصار جبلا صلدا فلم يستطع المفسدون من يأجوج مأجوج ان يعلو ويتسوره لعلوه,ولم يستطيعوا ان ينقبوه من اسفله لصلابته وثخانته,وبهذا السد المنيع اغلق ذي القرنين الطريق على يأجوج مأجوج