يعد التعليم الالكتروني ودوره في العلوم الانسانية من أهم قضايا التعليم الجامعي فإدخال الحوسبة ونظم المعلومات والاتصالات في برامج تعليم العلوم الانسانية كان صعبا على البعض وان الحوسبة محصورة على تعلم العلوم الطبيعة والتطبيقية.
وفي هذا السياق قال الدكتور فواز بطاينة - مدير تربية سابق إن التوسع في الاستفادة من منتجات ثورة المعلومات والاتصال سواء كالمعلومات أو تقنيات ووسائل سيجعل من الدراسات الإنسانية أكثر عمقا وفائدة للطالب والمجتمع فهي أكثر العلوم حاجة للمعلومات والمعارف الجديدة وبالتالي يحتاج أساتذتها وطلابها إلى إتقان استخدام تقنيات ووسائل إنتاج هذه المعارف وهذا يعبر عن طموح منهجي يعول عليه إحداث حراك مجتمعي عربي متقدم الرؤى والأهداف خصوصا أن التعليم العالي في تحولاته الجديدة أصبح مرتكزا لصناعة القرار المعرفي وحقلا لرسم الرؤى والتوجهات ذات البعد الاستراتيجي الفاعل في شتى مناحي الحياة.
واضاف ان المجتمع العربي يواجه مستقبلا متسارع الإيقاع في خضم متغيرات متعددة فقوة العلم والمعلومات والقدرة على المنافسة بتقنيات حديثة تواكب هذا العصر التقني من خلال التعليم الالكتروني وآليات الاتصال الحديثة لإيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأكبر فائدة، وينقسم التعليم الالكتروني الى نوعين الأول المباشر ''المتزامن ''من خلال الفصول الافتراضية، والتعليم الالكتروني غير المباشر كالبريد الالكتروني وأشرطة الفيديو ، والوقوف على سلبيات هذا النوع من التعليم كعدم الحصول على التغذية الراجعة والاعتماد على التعلم الذاتي.
ويعزو الدكتور مصطفى بني يونس أسباب استخدام التعليم الالكتروني وتقنياته الجديدة الى الاتصال الحقيقي ووجود طريقة عرض مميزة للمناهج واستخدام عدد من مساعدات التعليم والوسائل التعليمية وبالتالي القيام بعملية التقويم الفوري والسريع للتعرف على النتائج وتصحيح الأخطاء بحيث يسهل تعديل وتحديث المستوى التعليمي لتوسيع نطاق التعليم وتوسيع فرص القبول المرتبطة بمحدودية الأماكن الدراسية. حيث يشكل التعليم الالكتروني حلا يتسابق التربويون فيه لرأب الصدع الذي أحدثه التعليم عن بعد والأخذ بما يمكن الأخذ به من التعليم المباشر لتحسين واثراء مستوى التعليم وتنمية القدرات الفكرية .
ولفت الى فوائد استخدام التعليم الالكتروني التي تكمن في تنشيط الاتصال بين الطلبة والمؤسسات التعليمية ومجالس النقاش وغرف الحوار والبريد الالكتروني مما يساهم في ايجاد النظم المختلفة للطلاب ووجود المنتديات الفكرية من أجل الاحساس بالمساواة وبسهولة الوصول الى المعلم والتمكن من تحوير طريقة التدريس أي تطبيق المصادر بطرق مختلفة وفقا للطريقة الافضل بالنسبة للطالب لملاءمة اساليب التعليم المختلفة وتوافر المنهاج طوال اليوم (كل ايام الاسبوع) مما يقلل من الاعباء الإدارية بالنسبة للمعلم وبالتالي تقليل حجم العمل في المدرسة او الجامعة .
واشارالى أهمية أدوات التعليم الالكتروني حيث يمكن استخدام القرص المدمج والشبكات الداخلية والخارجية ومؤتمرات الفيديو والمؤتمرات الصوتية والفيديو المتفاعل وبرامج القمر الصناعي وهذا قد يؤثر عن الطرق التعليمية في ضعف التركيز على المعلم والتركيز على التقنيين والفنيين بدلا من التربويين والحاجة إلى تدريب مستمر لكيفية استخدام مهارات الانترنت، لافتا إلى دور التعليم الالكتروني في العلوم الإنسانية في كيفية تحول مواد العلوم الانسانية الى برامج يمكن تدرسيها من خلال التعليم الالكتروني واستكشاف طبيعة الدروس وثبات المواد ومدى جاهزية الحجر الدراسية واتجاهات المستعملين من اجل تحديد الاغراض والغايات والأهداف التعليمية وتحليلها وصياغتها وتصنيفها، مما يعمل على تسهيل العملية التعليمية ومساعدة الطلاب في تناول المواد التعليمية بشكل اسهل ويوفر لهم مخزونا وافرا من المراجع التي قد يحتاجونها في دراستهم لمواكبة التطور السريع في المجتمع الالكتروني الحديث.
وقال الطالب مصطفى الروسان - جامعة العلوم والتكنولوجيا ان الاستعمال المتزايد لتكنولوجيا الحاسوب والانترنت في المدارس والجامعات كمادة ووسيلة ادى الى ظهور التعليم الالكتروني الذي سخر احدث ما توصلت اليه التقنية من اجهزة وبرامج في عمليات التعليم مما جعل المؤسسات التعليمية توفر كافة المتطلبات الكفيلة بتحقيق الاستخدام الامثل للتعليم الالكتروني وهذا ادى الى رفد الجامعات الاردنية بالمعلومات اللازمة لتحسين مستوى الطلبة وتطوير برامج التعليم الالكتروني في الجامعات بما يتلاءم مع الحاجة الطلابية والتربوية.
واشارت الطالبة لينا محمود - جامعة جدارا الى أهمية عملية تطوير المناهج ودورها الاساسي في عملية التعلم والتعليم واستخدام وسائل العرض الالكترونية لالقاء الدروس وبناء المؤسسات التعليميه الذكية والفصول الافتراضية التي تتيح للطلاب الحضور والتفاعل مع محاضرات وندوات تقام في دول أخرى من خلال تقنيات الانترنت والتلفزيون التفاعلي مع الأخذ بعين الاعتبار ان التعليم الالكتروني ليس بديلا للمعلم بل يعزز دوره كمشرف وموجه ومنظم الدارة العملية التعليمية ومتوافقا مع تطورات العصر الحديث .
وقالت المدرسة فاطمة طوالبة ان التعليم الالكتروني يعمل على مساعدة المدرسين في اعداد المواد التعليمية وتعويض نقص الخبرة لدى بعضهم وتناقل الخبرات التربوية، وتوفير بيئة تعليمية غنية متعددة المصادر تخدم العملية التعليمية بمحاورها كافة بالإضافة إلى إمكانية تعويض النقص في الكوادر الاكاديمية والتدريبية في بعض القطاعات التعليمية عن طريق الفصول الافتراضية مما يكسب الطالب الاتجاهات العملية وتنمية اتساع الأفق وحب الاستطلاع والمثابرة والدقة في البحث عن المعلوماتية وهذا يعمل على نشر التقنية في المجتمع واعطاء مفهوم اوسع للتعليم المستمر من اجل الارتقاء بهذا النوع من التعليم وتحقيق أهدافه لا بد من تحضير العديد من الدورات والبرامج وورش العمل لتحويل الكتب والمقررات الى كتب الكترونية .
ويرى المدرس احمد السعدي أهمية التعليم الالكتروني من ناحيتين، الاولى كمصادر معرفية معلوماتية عامة في جميع المواضيع الدراسية واللامنهجية حيث أن 65% من الطلاب تؤيد هذه الأهمية التي لا غنى عنها من المصادر الالكترونيه، والثانية أن المواقع الالكترونية تشكل مصادر تعليمية بحتة يمكن الاعتماد عليها كمصادر أساسية مساندة.