قال
أحد الأخصائيين النفسيين: إن العلاقة العاطفية بين الزوجين اللذين يعانيان
من العقم تتسم بطبيعة خاصة. وتفسير هذا الكلام أن العلاقة العاطفية
والتعلق يزداد بينهما، وذلك لتفرغ الواحد للآخر، ولكن من الناحية الأخرى قد
يحصل برود جنسي وذلك لتولد حالة من اليأس. والشعور بعدم جدوى هذه العلاقة
للحصول على طفل.
هناك دراسات تبين الأسباب التي قد تؤثر على خصوبة الرجل وتسبب له العقم ومنها:
- جراحات دوالي الأعضاء التناسلية قد تؤدي إلى حدوث عقم نهائي لدى الرجال، ما لم تجرى بواسطة الميكروسكوب الجراحي.
- تلف إحدى الغدتين النخامية نتيجة التعرض لإصابة شديدة.
- ارتفاع نسبة هرمون الحليب في جسم الرجل وقد يحدث هذا بسبب إصابة الغدة النخامية بورم.
وقد
تكون المرأة أكثر تأثرا في هذه الناحية وذلك لكون غريزة الأمومة تبدأ
باكرا لديها، وتتعلق بهذه الغريزة لسبب تكوينها النفسي، وتأثير هذا على
علاقتها بزوجها، ومدى رضاها عن نفسها كأنثى.
ولكن
أيضا يتعرض الزوج إلى ضغط نفسي وفكري فيما يتعلق برجولته، وقدرته على
إنشاء عائلة، ولكن ما يساعده على التعامل مع هذا الوضع هو المساحة الأكبر
في حياته للتفرغ لعمله والتقدم به، واشغال وقت فراغه بأمور كثيرة، قد لا
تكون متاحة للمرأة غير العاملة التي تركز كل تفكيرها على إنجاب الأطفال
والاعتناء بهم.
وهذه المعضلة التي تتعرض لها بعض العائلات تحتاج إلى وعي
وتفهم، وإلى تأقلم مع الحالة بحيث لا تؤدي إلى مضاعفات سلبية تنعكس على
سعادة كلا الطرفين، والتي قد تصل سلبيا إلى اللجوء إلى الافتراق نتيجة
لوجود مثل هذه المشكلة.
وهنا بعض الأمور التي قد تساعدك في التعامل مع هذا الوضع:
- الإيمان الكامل بأن ما قسمه الله لكل واحد هو للخير والبركة، وعلينا قبول كل أمر من يدي الله بصبر وشكر أيضا.
-
تجنب التفكير المستمر بالموضوع، وملء وقت الفراغ سويا بنشاط يجلب السعادة
لكليكما، كالسفر والرياضة والاشتراك في برامج تثقيفية وتدريبية معينة.
-
التمسك بمحبتك بزوجتك، ورغبتك بها كشريكة لك، وعدم الهروب من العلاقة
الجسدية بينكما، لأن هذه العلاقة ليست للتناسل فقط، بل لبناء أجواء دافئة
ومشبعة لكليكما.
- يمكن أن تحتضن أحد أطفال العائلة معنويا، وبناء علاقة
من نوع ما لإشباع عاطفة الأبوة والأمومة. وبطريقة عملية مرافقته في رحلة
بين الحين والآخر، وشراء اللعب له، أو أخذه في يوم إجازة للملعب، وقضاء وقت
جميل معه يسعده ويسعد عائلته.
- محاولة الوصول للأطفال المحرومين من
الأبوين، سواء في بيوت الرعاية الخاصة أو مراكز الأيتام، وبناء علاقات من
نوع خاص تجلب السعادة لكما وللطفل الذي ترغبان في مساعدته واحتضانه وتعويضه
عن عائلته